منارات لإضاءة دُروب الخيبات
"والمنارة اليوم بناءٌ بُرجي مُرتفع، يُصدر نُوراً في الليل لإرشاد السفن والبحّارة إلى البرّ والمرفأ، وتحديد موقعهم وتحذيرهم من الأخطار التي قد يتعرضون لها."
المنارة الأولى/ من البداية كن متزنًا؛ ولا تبالغ في مُناك
وتوقعاتك:
· "من
الحكمة أنك عندما ترنو إلى شيء وتأمله -أيّاً كان- أن تُوطِّن نفسك على الاعتدال
والاتّزان في طلبه، ولا تُقيّد رؤيتك فيه حتى لا تكاد ترى سواه، واعلَم بأنّ ما
كان لك سيأتيك، وأنّ الله حكيمٌ في تقديره وتدبيره، وأن الأيام تحمل في جعبتها ما
لا تتوقّع، وأن الإنسان كل يوم في شأنٍ جديد." شروق القويعي
· "لا شيء يفسد علينا هذه الحياة كـ(فخ التوقعات) عندما نرفع
توقعاتنا من البشر أو من الدنيا.. فإذا خُذلنا وخاب ظننا.. عشان في صدمات نفسية ونظرة
سلبية.. في (التوقعات) أتبنّى نظرية (الأسقف المنخفضة) حتى أحافظ على النظرة
الواقعية للناس وللحياة.. وهذا هو التفاؤل الحكيم." أ. د. خالد بن منصور
الدريس
المنارة الثانية/ تذكّر ما تملكه من
النِّعم ولا تركّز على ما تفقده منها:
· "في لحظةٍ ما قادمة، ستدرك أنك كنتَ تمتلك الكثير، دون أن تشعر..
كنتَ حرًا طليقًا لا يقيّد خطاك شيء، لكنك مكبّل بمشاعرك وأوهامك! كنتَ في عافية
وخير، لكن قلبك معلّق بالأماني البعيدة! كنتَ محفوفًا بأحبابك، لكنك لا تفكر سوى
في الغائبين منهم! كنتَ تملك كثيرًا من أسباب السعادة، لكنك تفقد أعظمها: الرضا!"
د. منصور الحذيفي
· "الخير من الله كثير، ولكنه لا يُبصره من الناس إلا يسير، وهو
للناس من الله معروض، ولكنه لا يُبصره مَن لا ينظر إليه، ولا يجده مَن لا يبتغيه،
ولا يستوجبه مَن لا يعلم به. ألم تروا إلى كثرة نجوم السماء فإنه لا يهتدي بها إلا
العلماء." عون بن عبدالله، تهذيب الحلية.
· "قد تكون مساحة المعاناة في حياتك 10% لكنك تضع 90% من تركيزك
عليها، وقد تكون مساحة النعم في حياتك 90% لكنك تضع 10% من تركيزك عليها. أعد
تقييم ما تركز عليه." د. أسامة الجامع
المنارة الثالثة/ حاول تلمّس حكمة
الحكيم فيما حدث مما تكره:
· رُوي
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "اللهم ما زويتَ عني مما أُحب؛ فاجعله
فراغًا لي فيما تُحب" ومع أن الحديث ضعيف، إلا أن معنى الدعاء لا محظور فيه.
ويُستفاد منه تربية النفس على تجاوز الخيبات، وعلّق مجهول على هذا الدعاء بقوله: "هذا
هو التكيّف مع تداول الأيام، والنظر بعين العطاء الإلهي، والتبصّر في كيفية انقلاب
الفقد والإخفاق معنًى جميلًا..".
· "وإذا كان من المتقرر أن الله سبحانه له الكمال الذي لا يحيط
به العباد، وأنه ما من كمال تفرضه الأذهان ويقدره المقدّرون إلا والله أعظم من ذلك
وأجلّ، فإن أفعاله وجميع ما أوصله إلى الخلق أكملُ الأمور وأحسنها وأنظمها
وأتقنها، فالفعل يتبع في كمالِهِ وحسنِهِ فاعلَه، والتدبير منسوبٌ إلى مدبِّره،
والله تعالى كما لا يشبهه أحدٌ في صفاته في العظمة والحُسن والجمال، فكذلك لا يشبهه
أحدٌ في أفعاله." الشيخ عبدالرزاق البدر، فقه الأسماء الحسنى.
المنارة الرابعة/ اُسلك سبيل آفاقٍ أخرى؛ فلعل دربك السالك الـمُقدّر
فيها:
· "لو أمعَنت النظر والتفكُّر فيما حولك، ستجد أنّ الآفاق
واسعة، والدروب كثيرة، والمجالات وفيرة، والأرزاق غزيرة، والأبواب عديدة، والفُرَص
مديدة؛ وستُدرِك أنّ الضِيق يسكن حدود تصوُّرك لا الحياة الفسيحة من حولك، وأنّ
الشجرة لتهطل عليك بثمارها ينبغي أن تهزّها." شروق القويعي
انتقاء: جمانة كتبي
في ذي الحجة 1445ه
تعليقات
إرسال تعليق