زاد اللبيب
بقِيَت تسعُ وُريقات من المفكرة الصغيرة التي خصصتُها منذ أكثر من عشر سنوات لتدوين ما راقني من الأبيات الشعرية القصيرة؛ لأعود إلى تلك الأبيات من حينٍ لآخر، فأضعها في مقدمّات، أو أوظفها في مقالات. وكلما قلبّتُ النظر فيها ثَبُتُ كثيرٌ منها في ذهني حفظًا، وزاد تأثيرُها على قلبي عُمقًا.
ثم إنها للناظر إليها من الخارج (اختيارات)، قد لا تروق سمعه، ولا تُؤيد فكره، فتبقى معبّرة عن اهتمامات مُنتقيها، وذوقِ مُبدِيها، وكما قال شاعرٌ فيما دوّنت مفكرتي:
"قد عرفناكَ باختيارك إذ ... كان دليلًا على اللبيبِ اختياره"
وإن كان صنيع الالتقاط والانتقاء للأبيات الشعرية مهمًا لابن العربية، فهو أكثر أهمية لمَن يرجو أن يكون له في الكتابة سبيل، إذ ستخبره كُتب الكُتّاب أن الكلام العالي اللغة، العظيم في معانيه والبهي في عباراته؛ يحسُن بمريد الكتابة أن يحفظ ما يحفظ منه، أو على الأقل أن يديم النظر فيه.
فالفكرة التي أدندن حولها، وأوصي بها: أن يكون للكاتب كُناشة -ورقية أو إلكترونية- لما يُحب من الأبيات الشعرية، فلا شك أنه مستفيد من هذه المطالعة، فتُطل به على بعض العوالم الشعرية، ليستنطقها فيما بعد في مشاريعه الكتابية.
ودُونَك الكتب والكُتّاب فتفقّد حالهم مع الأبيات، وكما جاء في مفكرتي أيضًا:
"أترضى أن تكونَ رفيقَ قومٍ ... لهم زادٌ وأنتَ بغير زادِ؟"
جمانة بنت ثروت كتبي
كُتبت صباح 19 - 9 - 1446هـ
Image by Freepik
تعليقات
إرسال تعليق