كيف أصير معيدًا؟
مدخل: "ينبغي للإنسان، إذا أراد أن يدخل في أمر من الأمور، خصوصًا الولايات، الصغار، والكبار، نَظر في نفسه، فإن رأى من نفسه قوة على ذلك، ووثق بها، أقدم، وإلا أحجم." الشيخ السعدي في تفسيره
سُئلتُ
من طالباتي عدة مرات "كيف أصير معيدة؟" وفي هذه السطور المختصرة إجابة مطعّمة
بتجربة كاتبتها وملاحظتها دون أن يلزمها الثبات أو القطع. ومصوغة بالعموم للذكور والإناث، وإن
كان المستحضَر في الذهن، والمستهدَف بثنايا الكلام هن عزيزاتي البنات.
إذا
عرفت من نفسك الرغبة في التدريس، والقابلية لخوض عوالِم البحث، والقدرة على التحدّث أمام
الناس؛ فخذ بالأسباب بعدها مستعينًا بالله.
تابع
أخبار الجامعة التي تريد، وبوابة التوظيف الخاصة بها؛ لتعرف وقت طرح وظيفة
أكاديمية فيها. وما أعرفه أنه لا يوجد وقت معين للإعلان، وليس بالضرورة أن تُطرح
في كل التخصصات في كل عام.
ينبني
على هذا أن تعرف ما تريدُه جيدًا: هل تريد العمل الأكاديمي القائم على: البحث
والتدريس وخدمة المجتمع، بالتحديد؟ أم تريد مجال التعليم عمومًا؟ أم تريد العمل
وصادف أن موقع الجامعة وبيئتها ناسبت ظروفك؟ اعرف ما تريده جيدًا، فقد يمضي عليك
الوقت في انتظار الوظيفة الأكاديمية في تخصصك وفي نهاية المطاف لا تكون من نصيبك،
علمًا أن الوظائف الأكاديمية تشترط عُمُرًا محددًا لكل مرتبة.
* طريقة التوظيف في الإعادة:
١-
إما مسابقة وظيفية (عبر معايير معينة، متاحة لخريجي الجامعة وغيرها).
٢-
أو تعيين أوائل الدُفعة (خاصة بخريجي الجامعة).
بحسب
ما تراه كل جامعة.
* المعايير في المسابقة الوظيفية:
غالبًا
تختلف من جامعة لأخرى، ومن تخصص لآخر، وتختلف كذلك بحسب الوقت.. فالوقت يتطلّب
أمورًا ربما لم تكن مطلوبًة سابقًا.. لذلك فالنصيحة الذهبية هي متابعة صفحة
الجامعة المرادة وسؤال المتعينين فيها حديثًا.
ومن
المعايير المطلوبة في المتقدّم -غالبًا- بعض ما يلي أو كله: المعدل الجامعي - اختبار قدرات الجامعيين - اختبار التخصص - المقابلة الشخصية، وقد تكون هناك معايير جديدة. المقصود أن يكون لكل معيار نسبة معينة، والأعلى في المجموع يكون المرشح الرئيسي.
* من سلبيات العمل الأكاديمي:
-
تعدد مهامه: التدريس - البحث - خدمة المجتمع.....
-
اتساع وقته: تأخذه معك للمنزل ربما لساعات تطول.
- الشتات: قبل إنهاء الدكتوراه تُقسّم نفسك وتُصارعها؛ ما لم تُبتعث، وللابتعاث شتاته الخاص.
-
الاستحداث المستمر للأنظمة والآليات (أمر جيد في نفسه لكنه مرهق أحيانًا من جهة
تطلّبه للقابلية المستمرة للتعلّم مع الممارسة العاجلة غالبًا).
-
التعامل مع مختلف الناس (سلبية لمَن يُفضل التعامل مع الآلات ومن خلف الكواليس).
-
بالنسبة للأمهات فالضغط والإرهاق أكثر؛ ما لم يوجد في محيطها مَن يعينها.
-
تصحيح الاختبارات والتكاليف مزعج وفيه يتجلّى ثُقل المسؤولية وعِظم الأمانة.
* من إيجابيات العمل الأكاديمي:
-
مرونة أوقات العمل (وهي أحيانًا تكون سلبية).
-
الإجازة مع الطلاب وهذا معين والله على التقاط الأنفاس.
-
ثبات العلم ونمائه؛ فالتدريس يثبّته من جهة، والبحث يُنمّيه من الجهة الأخرى.
-
استمرارية الاتصال بالتخصص واعتياد القراءة والكتابة والتعليق والإلقاء والمداخلات
وكل هذا يُعوّد الجرأة وترك الأثر.
-
التعامل مع الطلاب النجباء مسرّة للفؤاد.
-
التعامل مع الطلاب الضعفاء باب لرحمة الخَلق.
-
التعامل مع الطلاب المساكين خُلُقيًا باب للصبر.
-
التسبب في ترقّي الطلاب سعادة.
-
إثارة دهشة الطلاب بالعلم متعة.
-
ساحة مفتوحة لاستعمال اللغة الجادّة.
-
العمل في أروقة العلم ومبانيه -ولو كانت متواضعة- مريح للنفس.
* نصائح عامة:
-
يصعب أن تكون مِعطاءً في هذا المجال إن لم تكن مُحبًا للقراءة، ولا تريد أن تحاول
محبتها وصحبتها! فما قيام تدريسك وبحثك ثم خدمتك للمجتمع إلا عبر بوابتها.
- متابعة حساب د. وافي بن عبدالله على موقع إكس؛ لاهتمامه بالمجال الأكاديمي عمومًا.
-
الترشح أو عدمه في هذا المجال وغيره؛ من جُملة الأرزاق، وقد يريد المرء شيئًا
ويحسبه الخير الأكيد ثم لا يكون كذلك، وقد لا يريد شيئًا ويفرّ منه، ثم يكون له هو
الخير كله.
- لا تُعميّنك الرغبة الملحة لكسب المال عن الأولويات، ولا تُجرِئنّك
على هدر المبادئ!
مخرج: "التوكل على الراتب فقر، والتوكل على الوظيفة والمنصب ذُلّ، والتوكل على الآخرين خذلان، توكل على الله في كل شأنك، وفوّض أمورك إليه، هو نِعم المولى ونِعم الوكيل، مع أخذك بالأسباب؛ سترى حينها الغِنى والعِزّ والتوفيق والتيسير!" خطاف الخطاف
جمانة
بنت ثروت كتبـي
28 / 11
/ 1445هـ
* كتابات سابقة ذات صلة:
- تحديات وجماليات.. مصارحات بحثية
تعليقات
إرسال تعليق