لم يأتيا!

 



جهزتُ المفكرة الصغيرة الحمراء المهترئة التي حوت أوائل أفكار كتاباتي.. والتي أهدتني هي إياها قبل أكثر من ١٠ سنوات، ووضعتُها مع قلم جاف أزرق في تلك الحقيبة الصغيرة التي يُخصص مثلها للمناسبات الأنيقة لحمل الضروريات.. تحسبًا لحجز الجوال في الأعراس.

ثم جلستُ انتظر الحروف والإلهام؛ ولم يأتيا! مع أنني واثقة تمام الثقة أن في النفس أشياء تتحشرج منذ علمتُ ما علمت! 


لأيام انتظر حروفي أن تنساب لهذا الحدث، ولكنها ظلّت ساكنة لازمة للصمت! ويكأن النفس سلكت ذاك المسلك؟ فلا مجال للحرف في حين وقع الاختيار على التعبير بماء العين تلك الأمسية.

والعجب كل العجب أن يصدر الفعل منك ولا تدري ما سببه الأكيد؟ لمَ انسابت الدموع حين رأيتُ صديقتي الحبيبة تُزف بالأبيض؟ أمن فرط الفرح بها الذي لا يجد الحرفُ له مسلكًا؟ أو من فرط الحزن على احتمالية أن تكون هذه هي المرة الأخيرة التي سأراها فيها؟


كيف أصبر على فراقها وقد تعلمتُ منها الكثير؟ وحتى في تلك اللحظة التي تألّقتْ فيها -تبارك الله- والله قد تعلمتُ شيئًا! إنها صديقة اخترتُها، ولم نوضع في مكان واحد ثم تيسرت المحادثات بيننا عفوًا! لا! إنها إنسانة سمعتُ كلامها فقلت: نعم، هذه هذه أختار صحبتها.. ثم الآن بعد سنوات قد حان أوان رحيلها لعشّها.


مهما اخترتُ من عبارات التهنئة فقليل! ولكن لأقل: ليهنأ بيتٌ أنتِ سيدته، وليستقر دارٌ أنتِ ربّته، ولتسعد ذريّةٌ أنتِ زوجٌ فيها.



جمانة كتبي

صباح الأحد

 ٥ / ١٠ / ١٤٤٥هـ




تعليقات