نصائح ومعلومات مهمة لطلبة الدراسات العليا



 نصائح ومعلومات مهمة لطلبة الدراسات العليا


مقتبسة من الفصلين الأول والثاني من كتاب د. أكرم ضياء العُمَري (مناهج البحث وتحقيق التراث)




يتكون الكتاب من أربع فصول، الأول (مقدمات)، والثاني عن (كتابة الرسائل العلمية)، والثالث عن (تحقيق المخطوطات)، وخُصص الفصل الأخير لعرض (أنموذجات نقد المصادر والمراجع). 


1.    البحث العلمي في العالم العربي يتم غالبا من خلال الدراسات العليا الجامعية، وتقل مشاركة مراكز البحث المتخصصة....
2.    [المناهج العلمية التي أخذها الغرب من المسلمين]: المنهج العلمي التجريبي ومنهج مصطلح الحديث ومنهج أصول الفقه. ص7
3.    منهج العلماء المسلمين يعتمد على الاستقراء، في حين أن المنهج اليوناني الذي عُرفوا به الغرب يقوم على الاستنباط والقياس، لذلك فإن منهج الاستقراء الذي يطالعنا به منهج البحث الغربي الحديث لابد أن يكون مصدره إسلاميا. ص7 بتصرف
4.    لا يمكن فصل الفكر عن المنهج، وقدر يرد اعتراض: أن منهج البحث العلمي محايد فلماذا يُزج المنهج في مؤثرات فكرية؟ والجواب: لا نستطيع أن نفصل بين الفكر والمنهج؛ لأن المنهج يستهدي بالفكري من ناحية ويقوده من ناحية أخرى. وفكر الغرب تشكل ضمن مؤثرات تاريخية وعقائدية جعلتهم مع التطور الطويل ينتقلون من الإيمان بالآلهة في عصر اليونان والرومان إلى الإيمان النصراني ذي الطبيعة الكنسية وهيئة الأكليروس إلى الإلحاد والنظرة العقلية في القرن التاسع عشر الميلادي والتفلت عن سلطان الكنيسة التي اعتبرها الفكر الغربي الحديث حليفة للإقطاع والرجعية ومخدرة للشعوب كما اعتبر فكرها الديني مناقضا للعلم، ومن هنا ظهرت النزعة اللادينية (العلمانية Secularism) وفي أحضانها نبت  منهج البحث الغربي الحديث. ص7-8 بتصرف
5.    العجز عن تصور الإنسان بشموليته تتسم به الحضارة الغربية التي نبت فيها منهج البحث العلمي ومن هنا جاءت النظريات ذات التفسير الواحد... ص8
6.    [مميزات المنهج البحثي الإسلامي]: يرتكز على الإيمان بالله وعالم الغيب إلى جانب عالم الشهادة، ويقر بالمشيئة الإلهية ويعترف بالجوانب الروحية في الإنسان، ويقوم على مراعاة الموازنة بين المؤثرات المختلفة فلا يلتزم بعدا واحدا، هو يراعي الفطرة ويقر بالغرائز ويتسم بالموضوعية والبعد عن العصبية والاستعلاء القومي، وهذه الضوابط والسمات تميزه عن منهج البحث الغربي. ص10 بتصرف
7.    إذا أردنا إتقان منهج البحث النقدي الإسلامي فينبغي قراءة أصول الفقه وأصول الحديث قراءة مستوعبة وأن نحاول طرح هذا المنهج بأسلوب معاصر. ص11


8.    [الأستاذ في الدراسات العليا]: مهمته إعطاء المفاتيح لطالب الدراسات العليا دون النفاذ إلى الجزئيات الصغيرة، فالجزئية الصغيرة يستطيع أن يتحصل عليها الطالب بمجهوده الخاص. وينبغي أن يكون الأستاذ باحثا ويتكلم عن منهج البحث في فنه. أستاذ الدراسات العليا يكتشف من بين طلابه مَن يمتلك القابلية والقدرة  لأن يتكوّن فقهيا، ويمتلك قدرا من الذكاء وقدرا من الرغبة ومستوى لغويا مناسبا ثم يكتشف الثغرات الثقافية في تكوينه سواء من خلال البحوث الصغيرة التي يكتبها أو من خلال النقاش. كما أن مهمة الأستاذ أن يكتشف إن كان طالب الدراسات العليا يمتلك قابلية وقدرة في أن يتكون لحتل مقعد الأستاذية مستقبلا. ص12-14، ص19 بتصرف
9.    [محاضرات وطلاب الدراسات العليا]: ينبغي أن تكون بمثابة (سيمينير Seminar) نقاش – وتوجيهه إلى حل مشكلاته بقراءة كتاب معين لإكمال نقص الطالب وسد الثغرات في ثقافته. فالاعتماد الأساسي في هذه المرحلة العليا على النقاش والبحوث الصغيرة والتي ينبغي أن تكون متنوعة، بحيث يطلع طالب الدراسات العليا على معظم المصادر من خلالها، ويمكن أن يكتب ثلاثة بحوث لكل مادة ولا يقل البحث الواحد عن عشر صفحات إلى العشرين صفحة. وينبغي على طالب الدراسات العليا أن يأخذ ويعطي ولا يستسلم للمحاضرة، وإنما يفكر فيها، ويمتلك القدرة على الانتخاب، ويكتسب عقلية نقدية واعية، وكل المحاضرات تهدف إلى إيجاد هذه العقلية النقدية عند طالب الدراسات العليا ليمتلك القدرة على التمييز بين الصحيح والخطأ، والحسن والقبيح، ويمتلك القدرة على التمييز بين الأفكار الصالحة التي يمكن أن تقدم البحث في العلم الإسلامي وبين العقلية المتخلفة التي ترجع بنا وتشدنا إلى فترات التخلف. ص14-18 بتصرف
10.                  لاشك أن نجاح الطالب في كتابة البحوث الصغيرة في السنة التحضيرية، هو الدليل على قدرته على كتابة الرسالة، لأن الرسالة ستُكتب بنفس الطريقة، لكن نطاقها أوسع، وسيطهر منها مدى استفادة الطالب من البحوث الصغيرة التي أعدها. ولذلك فعلى الأساتذة المختصين الذين يقومون بالتدريس في السنة التحضيرية ينبغي أن يوجهوا الطالب من خلاله بحوثه، فإن إغفال هذه البحوث الصغيرة المعدّة وفق المنهج العلمي يجعل الطالب غير مؤهل لكتابة الرسالة ويعرضه في الغالب إلى الفشل. ص51-52 بتصرف


11.                  الأطروحة إن اجتازت فهي مرتبطة بالجامعة وبسمعة الجامعة وبالتالي يجب أن تحرص الجامعة أن تصل الرسالة إلى المستوى المناسب قبل أن تُجتاز. ص23
12.                  قد يكون نقص طالب الدراسات العليا ليس في تكوينه اللغوي وإنما في العلوم المساعدة التي تخدم تخصصه، فينبغي أن يكون على صلة بالثقافة المعاصرة. ص23 بتصرف
13.                  لابد من الربط مع الحياة ومع الواقع إذ ينبغي أن لا نجعل الثقافة الإسلامية بمعزل عن الثقافة الحديثة، وينبغي أن نضع الجسور لأن الثقافة الإسلامية بكل جوانبها ما دامت أصولها وحيا تتطور ضمن دائرته فينبغي أن تستمر وتتفاعل مع الحياة وهذا التفاعل مع الحياة هو الذي يكسبها البقاء والدوام والازدهار أيضا. ص23
14.                  قد يكون الإنسان متخصصا تخصصا دقيقا في فن معين لكن إذا طرحت عليه قضية فكرية أخرى خارج دائرة فنه فلا يستطيع أن يبين فيها رأيه! فهل يمكن لمثل هذا المتخصص أن يجلس على كرسي في جامعة وهو لا يحسن إلا فنه؟! ص24 بتصرف
15.                  قضية الموازنة بين التخصص الدقيق وبين الثقافة العامة مهمة، فأحيانا ينغمر طالب الدراسات العليا في جزئية من جزئيات التخصص ولا يخرج عنها.... ص24
16.                  وجب على طالب الدراسات العليا أن ينفتح على رصيد الثقافة العالمي، وأن يفكر إن كان بإمكانه أن يخدم الفكر الإسلامي من تجارب الفكري الغربي. ص25
17.                  الإنسان لا يكتب منبتا عن الواقع الفكري والثقافي وإنما يكتب من خلال الواقع الفكري والثقافي. الذي يجهل الواقع الثقافي والفكري لا يمكنه أن يكتب، ومعنى ذلك أن يكون على صلة بباقي علماء عصره في تخصصه على الأقل..... نحتاج إلى عالم متحرك وإلى باحثين نشطين يقفون على أرضية البحث العلمي في هذا العصر. ص26


18.                  كلمة "توظيف التراث" لا تستخدم من الكتاب الغربيين، أو من ذوي الميول الغربية فقط، وإنما من الكتاب العرب العصريين الذين  لا علاقة لهم في الحقيقة بدراسات التراث، وإنما هم يتطفلون عليه، وأما حقيقة تكوينهم وثقافتهم ومرجعيتهم فهي الثقافة الغربية، وأما تشبثهم بالتراث فلكي لا ينعزلوا عن جمهور الأمة. ص26-27 بتصرف
19.                  تعبير "توظيف التراث" يحاط بإطار من الفلسفة النفعية سواء عند البرجماتيكيين المستغربين أو قوى اليسار، فكلهم ينظر إلى التراث على أنه شيء يوظف أي يستخدمونه حسب النفع، فعندما يقال "توظيف" فالمعنى أن ثمة عملية انتخاب على أساس المنفعة. ص28 بتصرف
20.                  الذين يتكلمون عن "توظيف التراث؟ لا يميزون بسبب عدم وضوح الرؤيا عندهم بين التراث العالمي الإنساني وبين التراث الإسلامي، فالوحي ليس مما يوظف وإنما الوحي يوظف الإنسان. فالشيء المهم هو أن نميز تراثنا عن تراث الأمم الأخرى، وأن نعتقد أننا نملك شيئا لا يمكننا توظيفه، ولا يمكن التحكم فيه، ولا يمكننا تطويره؛ لأن أي عملية تطوير للوحي يعني أننا فقدنا الإيمان والتسليم، وإذا فقدنا الإيمان نكون قد فقدنا أبرز خصائص أمتنا. وعلى المسلمين أن يعتزوا بكونهم الأمة الوحيدة التي تمتلك الوحي الصادق ص27-30 ، ص32 بتصرف
21.                  الأدب بمفهومه الشامل عند الغربيين هو الذي تحول إلى التراث باعتبار أن الأدب يشمل جوانب كثيرة قانونية وتشريعية وأخلاقية، بالإضافة إلى الإبداع الفني المتنوع. ص31
22.                  مهمة الأديب أن ينقل عن طريق الكلمة الطيبة المعاني والقيم الإسلامية إلى القراء، وأن يسعى إلى تصوير القيم الإسلامية وتجسيمها عن طريق القصيدة والقصة والمقالة، وأن يستخدم كل الأساليب البيانية ويسعى إلى نشر المفردات اللغوية العربية الصحيحة، وترسيخ لغة القرآن بين الجمهور بحيث لا يحصل انقطاع لغوي، فإذا تعلم الإنسان القراءة وقرأ القرآن الكريم لا تظهر له مشكلة الانقطاع اللغوي، وإنما هو يحس بأن هذه المفردات التي يستخدمها القرآن الكريم مستعملة في الحياة، وينبغي ألا تتحول لغة القرآن إلى لغة شبيهة باللغة اللاتينية لا يستطيع حل رموزها ومشاكلها إلا المتخصصون في صوامع الجامعات والأكاديميات العلمية. ص32


23.                  تقسم المصادر إلى:
المصادر الأصلية ORIGINAL SOURCES  وتسمى الأولية PRIMARY SOURCES أو القديمة.
المصادر الثانوية SECONDARY SOURCES.
المراجع الحديثة MODERN REFERENCESE.
ومَن لا يطلع على المراجع الحديثة ويعتمد على المصادر القديمة فقط، قد ينتهي إلى تكرار أحد أعمال الآخرين، وقد يكرره بمستوى أضعف. ص35-36 بتصرف
24.                  إن بعض الناس يفتخر بأنه لا يعرف المصادر الحديثة وأن مكتبته لا يوجد فيها مرجع حديث واحد وأن عنده الكتب القديمة فقط. نعم هذا يصلح لعالم من القرن الخامس الهجري أو التاسع الهجري إلى حد ما، لكن عالما يعيش في القرن العشرين لا يمكنه ا يبتعد عن الدراسة الحديثة في فن يتخصص فيه، وإلا يكون حاطب ليل، فالذي لا يعرف ماذا يُكتب في عصره يكون حاطب ليل بمعنى أنه قد يفكر في كتابة بحث قد أُشبع وقُتل بحثا... ص55
25.                  ينبغي أن يحيط الباحث بالدراسات الحديثة الخاصة ببحثه، ولهذا ينبغي أن يقرأ الكثير ليحيط بالموضوع الذي يريد أن يكتب فيه، وليعرف ماذا ترك له الآخرون... إذا نحن نبحث عن الفراغ والثغرات وعن تلك الجزئيات التي لم يطرقها الباحثون المعاصرون، وهي التي سنتوسع فيها. ص56-57 بتصرف
26.                  القراءات الكثيرة في المراجع الحديثة تجر أيضا إلى معرفة المصادر. ص57
27.                  إذا تصورنا أن المعرفة تشبه الشجرة، والأصيل منها يشبه الجذر، والمعاصر منها يشبه الأغصان، فإن البث الذي يتسم بالأصالة والمعاصرة هو الساق الذي يرتكز على الجذر القديم ويحمل الأغصان الوليدة العاصرة.. فالدراسة التي تجمع بين المعاصرة والأصالة هي التي ترتكز على جذور قديمة ولكنها تعطي تصورا يتفق مع البنية الحديثة بكل مقومات الواقع. ص36-37 بتصرف
28.                  الربط بين (الأصالة) و (المعاصرة) في البحث العلمي يحتاج إلى أمرين:  ص39
1-    معرفة حدود العلوم وتفريعاتها في العصر الحديث.
2-    معرفة راسخة بالتراث.
29.                  نحن بحاجة إلى باحثين يجمعون بين التراث والثقافة المعاصرة. وللأسف فإن الذي يهمون بالتراث لم يقوموا بتيسيره وتصنيفه إلى الموضوعات وفق الأنواع والتقاسيم الموجودة في العلوم المعاصرة، ونحن بحاجة إلى تيسير التراث وتصنيفه وتكشيفه ووضع المكانز اللازمة له... ص39


30.                  كلما كان الموضوع قابلا للعطاء بسعة، ويمكن أن يكتب من خلاله العديد من البحوث كلما كان أفضل.  فمن أفضل الموضوعات ذلك الموضوع الذي يمكنك من الإطلالة على ميدان البحث العلمي طيلة حياتك، فبعض الرسائل العلمية تكون مفتاحا لعدة بحوث متصلة بها. ص37، ص44
31.                  يقولون: في مرحلة (الماجستير) لا يشترط أن تتم إضافة علمية هامة، إنما يكفي أن الإنسان يستطيع أن يفهم النصوص التي يقرؤها وأن يعيد ترتيبها ترتيبا منطقيا، المقدمات أولا ثم النتائج، بأسلوب علمي، مع التوثيق بالإحالة في الحواشي إلى المصادر، وتثبيت قائمة مصادر في آخر البحث، وأن هذا القدر من العمل يكفل له الاجتياز في الماجستير.... أما في مرحلة (الدكتوراه) فالكل يشترطون الجدة، يشترطون الإضافة العلمية... وليس معنى الإضافة أو الجدة أن كل الرسالة جديدة! ولكن معناه أنها تحتوى شيئا من الجديد، وأن هذا القدر من الجدة والإضافة يخدم الفن الذي تتخصص فيه الرسالة العلمية. ص37-38 بتصرف
32.                  المقصود بالجدة أو الإضافة العلمية ليس أمرا مطلقا، وإنما (قضية نسبية)، لا تخضع لمقياس دقيق، وإنما يتحكم فيها ذوق المناقش والأستاذ المشرف إلى حد كبير، وقد يكون التجديد في الشكل أو طريقة العرض بتيسير العسير وتوطئة الصعب، أو تكوين أشكال تتناسب مع أشكال العصر.  ص40-41 بتصرف
33.                  (الجدة) شرط تفضيلي في رسالة الماجستير، وشرط أساسي في رسالة الدكتوراه. وهذا هو الفرق بين مستوى الرسالتين. ص47 بتصرف
34.                  الماجستير هي شهادة على أن الطالب يستطيع نقل المعلومات بصورة صحيحة وتؤهل عادة للتدريس، أما الدكتوراه فهي تؤهل للبحث العلمي وتدخل بواسطتها إلى مجال البحث العلمي. ص44 بتصرف
35.                  من صفات أطروحة الدكتوراه أنها تعالج موضوعا محددا فتشبعه، فاتجاهها رأسي وليس افقي كما هو مسموح به في رسائل الماجستير، وفيها يغلب التحليل على التجميع، والإضافات على الاقتباسات. ص42
36.                  مع الأسف عندنا (الدكتوراه) هي آخر مرحلة، وكأن صاحبها وصل إلى القمة، وهذا هو سبب تخلفنا! ومن هنا كانت الشهادة وسيلة للاسترزاق، أما الحقيقة فالدكتوراه هي (مدخل للبحث العلمي)، وبعض سلفنا الصالح انتهوا من مؤلفاتهم في سنة وفاتهم وهذه هي حيوية الإسلام وروحه، فالإنسان يعمل حتى النهاية "مع المحابر من المهد إلى اللحد" هذه هي القاعدة. ص44


37.                  ربما تكون (الصدفة) قد تحكمت في اختيار الموضوع أكثر من التخطيط، وعندها يكون الكاتبة عرضة للإخفاق والنجاح معا. ص44 بتصرف
38.                   "مَن صنّف فقد استهدف، فإن أحسن فقد استشرف، وإن أساء فقد استقذف."
39.                  "لكل شيء صناعة، وصناعة العقل حسن الاختيار." الخليل بن أحمد الفراهيدي.
40.                  من الظواهر السلبية في المحيط العلمي: تقديم موضوع لرسالة الماجستير قبل إحاطة العلم به، فلابد أن يكون عند الطالب تصور عام للموضوع قبل أن يسجله، حتى ولو أمضى في الاختيار أشهرا! وقبل التسجيل يفكر ويدقق فيه وينظر في مصادره، فيعرف شحة المعلومات أو غزارتها؛ لأن معظم الدراسات التي يقوم بها تحتاج إلى نصوص فالرسالة العلمية ليست قصيدة ننظمها ولا قصة نتخيلها! فنحن لا ننشئ الموضوعات إنشاءً، وإنما نكتب بحثا علميا مستندا إلى مصادر فإذا لم تتوافر المعلومات فكيف سيبنى البناء دون مواد؟! ولذلك فمن الأفضل أن يرافق خطة البحث (قائمة بالمصادر والمراجع). ص53-55 بتصرف
41.                  البحث الموضوعي لو كَتبَ فيه عشرة كُتّاب فكتاباتهم تأتي متقاربة؛ لأن المقدمات تفضي إلى النتائج، وعندما نقول هذه (نظرة موضوعية) فإننا نعني أن كل الحضور في القاعة يمكن أن يتفقوا عليها إذا استخدموا نفس المقاييس العقلية. أما (الذاتية) فمعناها أن كل مَن في القاعة سيطبع القضية بطابعه ولونه وذوقه وإحساسه الخاص. ص56 بتصرف
42.                  كثرة الدراسات في موضوع معين لا تعني دائما أنه قد أُشبع بحثا ودرسا. ص60
43.                  يجب على الباحث مراعاة مبدأ تكامل المعرفة عند الكتابة فيفصل في الأمور التي تركها وأهملها الآخرون. ص97 بتصرف
44.                  آفاق العلم أرحب من أن نكلف الطالب إعادة كتابة موضوع سبقه إليه غيره إلا في حالة ظهور مصادر جديدة للموضوع تحدث تغييرا مناسبا وتجعل الدراسات السابقة ناقصة أو ساقطة علميا مما يتطلب إعادة دراسة الموضوع من جديد. ص61
45.                  قال صاحب الأزدي: "لا ينبغي لمصنف يتصدى للتصنيف أن يعدل عن غرضين: إما أن يخترع معنى.. وإما أن يبتدع وضعا ومبنى.. وما سوى هذين الوجهين فهو تسويد الورق، والتحلي بحلية السرف." [التعريف بآداب التأليف – مخطوط]. ص61
46.                  وفرة المصادر وكمية المعلومات الموجودة فيها عن الموضوع هو الذي سيحدد سعته، ويحتاج تقدير ذلك إلى: مراجعة الطالب للمصادر ومعرفة كمية المعلومات الموجودة فيها عن الموضوع قبل تسجيله. ص62
47.                  إن وضوح معالم الموضوع وحدوده العامة في ذهن الطالب ضروري قبل تسجيله. ص63
48.                  الخطة ينبغي أن تكون مرنة قابلة للتعديل من حيث الإضافة والحذف والتقديم والتأخير حسب ما يتطلبه البحث أثناء سير الطالب فيه، ولابد أن يراعي فيها الشمول لعناصر الموضوع، كما يراعي فيها التسلسل التاريخي والترابط المنطقي... ص64
49.                  استخدام البطاقات بدل الدفاتر والأوراق الطويلة ضروري لسهولة تنظيمها وتحريكها والتخلص من بعضها عند اللزوم. ص64
50.                  إن فرز المادة العلمية وتقسيم البطاقات على الأبواب والفصول يعتمد بالطبع على فهم الطالب للنصوص ومحتوياتها، ولو بصورة أولية -وقد يغير رأيه عند فحصها مجددا عند كتابة البحث- وسيساعده استخدام البطاقات المتحركة على التغيير دائما، ويمكنه أن يدون الملحوظات في حواشي البطاقة بقلم مغاير اللون. ص68 بتصرف
51.                  لابد أن يكون الباحث قادرا على التمييز بين طبعات المصدر الواحد المختلفة، لئلا يعتمد نشرة تجارية للمصدر مع وجود طبعة علمية معتمدة. [نبه على ذلك السبكي في طبقات الشافعية 2:22] ص65
52.                  إن بعض الباحثين يجمع المادة العلمية المتعلقة بالرسالة كلها بكل فصولها مرة واحدة، ثم لا ينتقل إلى خطوات أخرى حتى يتم الجمع، وبعضهم يميل إلى جمع المادة العلمية المتعلقة بفصل واحد ثم لا ينتقل إلى خطوات البحث الأخرى حتى يكتب الفصل، ثم يعود إلى جمع المعلومات المتعلقة بفصل آخر، وهكذا حتى يتم كتابة الرسالة. إن الطريقة الأولى تفيد في اختصار الوقت حتى لا يعود إلى استعمال المصدر الواحد مرارا بل ينقل منه كل ما يتعلق بفصول الرسالة، ولا يعود إليه غالبا. أما الطريقة الثانية فتفيد في دفع الملل لإحساس الباحث أنه أنجز فصلا كاملا بوقت محدود مما يحفزه لمواصلة العمل. إن طبيعة الموضوع ومدى سعته ووضوحه أو تعقده، كل ذلك يؤثر في اختيار إحدى الطريقتين في جمع المادة، وخبرة المشرف تساعد الطالب على اختيار الطريقة الأنسب لموضوعه. ص65
53.                  ينبغي أن يرجع الباحث إلى المصادر الأصلية ولا ينقل عنها بالواسطة إلا عند فقدها، فيراجع عندئذ المصادر البديلة التي نقلت عنها. ص66
54.                  ليس كل كتاب يصدر يكون صالحا للاعتماد عليه في الدراسات والرسائل العلمية، بل لابد أن يتمتع المصدر بمستوى علمي مناسب. ص67
55.                  إذا شك الطالب في إمكانية الإفادة من نص ما، فعليه أن يسجله ما دامت الفائدة منه محتملة؛ لأنه قد لا يستطيع العثور عليه إذا تركه إلا بعد جهد جهيد. ص67 بتصرف
56.                  ثراء اللغة مهم للذي ينشئ ويكتب. ص69


57.                  يُتعامل في الدراسات التأريخية والإسلامية مع النصوص ولا يُتعامل -كما يحدث لأهل العلوم البحة والتطبيقية- مع مواد تصلح للخضوع للتجارب وللفحص تحت المجهر، فحيث لا توجد النصوص لا يمكن بناء الموضوع، وهذه النصوص تخضع لمؤثرات شتى هي أكثر تعقيدا بكثير من خضوع المواد الطبيعية؛ لتعلقها بالإنسان.. ص85 بتصرف
58.                  "تفسير النصوص لا يحدث في مختبر محصن بالأمان العيادي، كما أنه لا يدّعي النتائج الموضوعية... وغير خافٍ أن ازعاجات غير علمية على غرار العواطف والعادات والتقاليد والتداعيات والقيم تشكل جزءا أصيلا من كل تفسير، فكل مفسر هو قارئ، ولا وجود إطلاقا لقارئ حيادي أو خلو من القيم..... وأهم أمر هو وعي المفسر لتحيزه الخاص." [تغطية الإسلام، إدورد سعيد، ص177-179]  ص89.
59.                  الأمانة العلمية تقتضي أن لا يحمِّل الباحث النصوص فوق ما تحتمل لإثبات نظرية ما أو خدمة هدف معين يسعى إليه. ص94
60.                  على الباحث أن يسعى جاهدا لتقليل مساحة الاقتباس في بحثه، وأن يصوغه بأسلوبه المتميز الذي يعبر عن الذاتية والوحدة والاتساق. وليس من حقه أن يعدل في النص المقتبس حرفيا أو يصحح أخطاءه، بل عليه أن يشير إلى ذلك في الحاشية فقط. ص94-95 بتصرف
61.                  لما كانت نشأة العلوم قد تقدمت التدوين، فإن قدرا من المادة العلمية اعتبر مشاعا للجميع، فإن لم يُنسب لأحد فلا يُعاب ذلك، وهذا أوضح ما يكون في المعاجم اللغوية.... ص100
62.                  إن تحليل المادة العلمية (النصوص) يعتمد على ثقافة الطالب ومعرفته بالعلوم المساعدة. ومن هنا أقول بضرورة الموازنة بين التخصص الدقيق وبين الثقافة العامة والعلوم المساعدة من أجل الحفاظ على التصور الشامل، ومن أجل الحفاظ على مستوى ثقافي مناسب. ص91
63.                  إن الرسالة الجامعية تكون أنضج كلما امتلك الباحث باعا أطول في العلوم المساعدة إلى جانب التخصص، وبالنسبة للأستاذ الجامعي لابد أن يحافظ على الموازنة بين التخصص الدقيق وبين العلوم المساعدة من ناحية، وبين الثقافة العامة من ناحية أخرى. ص92-93
64.                  الاطلاع على المناهج الحديثة في تفسير النصوص كالمنهج التأريخي والمنهج التحليلي يعمق رؤية الباحث، وربما أفاد منها في التحليل والتفسير، ولكن هذا الأمر يحتاج إلى بصيرة نافذة ووضوح في الرؤية يمنع وقوعه تحت سيطرة أنساق فكرية ترتكز على أسس فلسفية مادية مخالفة للإسلام إذ المطلوب الاستئناس بثمرة التفكير العقلي الإنساني المتمثلة بالمناهج الحديثة، وليس الانصياع التام لها، لأن الانصياع معناه فقدان الخصوصية الإسلامية. ص90
65.                  تحليل شخصية الإنسان ومعرفة دوافعه المختلفة يرتبط بعلوم معاصرة، مثل: علم النفس، علم الاجتماع، العلوم السياسية ودراسة نشأة النظم المختلفة وتطورها مهم لأن الإنسان يعيش ضمن نظام سياسي معين يؤثر فيه ويتأثر به. ص86-87


66.                  إن وضوح المنهج في ذهن الكاتب، وتحديد الخطوات المتعاقبة التي يحتاجها للوصول إلى الهدف من التأليف من الأمور الضرورية للنجاح في تحديد المفاهيم وبناء الأنساق والأُطر المرجعية...... ص87
67.                  تتضح معالم الموضوع بشموله في ذهن الطالبة بكثرة قراءته عنه واستيعابه لما كُتب فيه قبل أن يبدأ عملية التحليل والكتابة. ص93
68.                  [مراعاة الأسلوب العلمي في الكتابة]: ص100 وما بعدها باختصار
1-    عدم الإطناب وعدم الاختصار.
2-    العزو إلى أصحاب الأفكار.
3-    مراعاة التسلسل التاريخي.
4-    مناقشة النصوص.
69.                  يراعى في الكتابة: التسلسل التاريخي في عرض الأفكار والمعاني؛ ليُعرف صاحب الفكرة الأول، ويتبين تطورها عند الآخرين ومقدار ما أضافه اللاحق إلى السابق. ص101
70.                  لابد أن يحس الباحث بمسؤوليته عن النصوص التي يقتبسها أو يعتمد عليها، ولا يبرر سكوته ورضاه بالمقولة المشهورة "العهدة على الراوي" فأنه باحث وليس راوية. ص101
71.                  كان الكثير من العلماء في مختلف عصور التاريخ الإسلامي يحددون إضافاتهم العلمية بدقة، وكانوا ينوهون بمَن له الفضل في إرشادهم إلى  موضوع مؤلفهم. ص112 بتصرف
72.                  من الضروري استعمال المصادر وفق تخصصها. ص102 بتصرف
73.                  الأسلوب العلمي في الكتابة معناه وضوح قيمة المصادر في ذهن الباحث، وهو يعتمد في كل مسألة على المصدر المتخصص فيها. ص106
74.                  ينبغي مراعاته الربط المنطقي بين الأفكار والمعاني، وبين جزئيات الموضوع وكلياته. ص102
75.                  يهتم الباحث في العلوم الشرعية واللغوية والاجتماعية بالدراسات المقارنة؛ لأن المقارنة تقوم مقام التجربة في منهج العلوم الطبيعية. [الأصول، د. تمام حسان، ص111] ص102-103
76.                  لا ينبغي أن يسجل النتائج العلمية في أول بحثه وكأنه وضعها ومضى يبحث لها عن أدلة وشواهد، بل تأتي النتائج في نهاية البحث، وتعبر عن ثمرة البحث العلمي بموضوعية بعيدة عن الأهواء والميول الشخصية للكاتب ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وفي الوقت الذي ينبغي ظهور شخصية الباحث في الأطروحة من خلال سعة الإحاطة بالموضوع، ومناقشة النصوص والآراء، فإنه يلزم عند الصياغة إنكار الذات بالابتعاد عن استخدام ضمير الـ(أنا). ص103
77.                  شخصية الكاتب لا تظهر بالطبع في النصوص المقتبسة، ولكن تظهر في ترتيبها ترتيبا عقليا منظما، وتظهر في تقديم المعلومات على النتائج، وتظهر في حسن التعليل، ونقد الروايات.  ص114
78.                  المشرف مسؤول عن سلامة تنظيم الرسالة من حيث الشكل والتناسب وسلامة التوثيق وسلامة المعلومات وصحة الاستنتاجات بالجملة؛ لأن المشرف أقرها قبل الطبع. ص114 بتصرف
79.                  التعليقات والاستطرادات التي لا تخص صلب الموضوع توضع عادة في الحواشي، وإن كثرت في ملاحق خاصة بها آخر البحث. ص103

80.                  من أبرز المشاكل التي تواجه طلبة الدراسات العليا: العجز اللغوي، سواء في ثراء المفردات أو في معرفة القواعد، والعجز في النظرة الشمولية. ص111 بتصرف



ملاحظة: الطبعة المعتمدة في الإحالة، طبعة مكتبة العلوم والحكم، ط2/ 1416هـ - 1995م.




جمانة ثروت كتبي
21 / 12 / 1438هـ




تعليقات