مَن أنت؟



"مَــن أنــت؟"

أكثر الناس حين يَألفون نعمةً ما، ينسَون أن غيرهم حُرِمها! ومن المسلمين مَن ينسى إنعام الله عليه بأنواع النعم، وجميل العطايا!! وفي القرن الحادي والعشرين، عصر (الانفجار المعلوماتي) والتقنية المذهلة، يسهُل أن يعلم الإنسان – المنصف - ميزة المسلمين عن غيرهم، فرغم الوسائل المعينة على تيسير أمور الحياة، وسهولة التواصل والحصول على المعرفة؛ إلا أن كثيرًا من الناس لا يزالوا يتخبطون في الإجابة على الاسئلة المصيرية، التي تهم كل إنسان!

"مَن أنا؟ كيف وُجدت؟ كيف أتت هذه الحياة؟ ماذا بعد الموت؟ لماذا أنا هنا؟"

إن كثيرًا من المسلمين لا يستشعرون عظِم العلم الذي علَّمهم الإسلام إياه، ولا يملك بعضهم أدنى فكرة عن أن إنسانًا ما، في مكانٍ ما، في هذا القرن، قد يقرر إنهاء حياته بنفسه؛ لأنه لم يجد إجابةً مقنعة لهذه الأسئلة أو لبعضها!!

أنتَ أيها المسلم لا تبذل جهدًا البته لتفكر في أجوبة هذه الاسئلة "المصيرية"، ثم لا تفتؤ تمشي في الأرض مرحًا، دون أن تراعي الدين الذي علّمك هذه الأجوبة، وأراح ضميرك، وأسكن قلبك بها! بل إن العقيدة الإسلامية قدّمت ما لم تقدمه عقيدة، سقت قلوبًا ظمآ، وأسمعت آذانًا صمًا، ألا ترى معتنقي الإسلام الجُدد، ذوي القلوب الطرية، والأعين الندية، وهم يصفون مشاعرهم، واطمئنان أفئدتهم بالإسلام؟ ألم تسمعهم يقولون: "وجدنا في الإسلام كل شيء"؟ كيف لا، وعقيدتنا الإسلامية ربّانية المصدر، شاملة متكاملة متوازنة، وسطية، تراعي في الإنسان جانب "الروح" و"العقل" و"الجسد" دون إفراط ولا تفريط.

فلذلك أيها المسلم.. ينبغي أن تعرف معرفة حقّ، أنك من البشر الذين اعتنقوا الحق! فوالذي فلقَ الحبّةَ وبرأَ النسمة.. ما على الأرض عقيدةٌ هي الحق؛ إلا عقيدة أهل الإسلام.. الذين انتهجوا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مرجعًا لهم، يطبقون ما فيهما بفهم أهل القرون المفضلة. فدونك أيها المسلم كتب العقيدة الإسلامية، فاقرأ خصائص عقيدتك ومميزاتها التي انفردت بها عن سائر المعتقدات، وانظر إن شئت – بوعي – تخبّط عقائد الناس، وقصورها عن جانب دون آخر، من أهل المِلل والنِّحل الأخرى، لا يسعك بعدها إلا أن تقول: اللهم يا مثبِّت القلوب؛ ثبِّت قلبي على دينك.

يقبح بكَ أيها المسلم، صاحب العقيدة السلمية والمِلّة القويمة، أن يصدر منك فعل أو قول، يدل على جهلك بـ"عقيدتك"! فتقول تارة: (سحقًا لليوم الذي عرفتُ فلانًا فيه – وحياتك وحياة أغلى شخص عندك ساعدني..) وتارةً تفعل ما لا يفعله إنسان عزيز! فترتدي شعار ملة غيرك، وترمز بيديك بشعائر أقوام ما استضاءت حياتهم بوحي، ومظاهر أخر لا تليق بك.

الله عز وجل يقول: { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } [المنافقون:8] فاعتز يا رعاكَ الله بدينك – عقيدةً وشريعةً – فدينك دينك؛ لحمكَ دمكَ! أغلى ما تملك! وهل تملك بين جنبيك أفضلَ من دينٍ يخبرك "مَن أنت




جمانة ثروت كتبي
لحملة (بإسلامي أعتزّ)
جامعة أم القرى 1436هـ

تعليقات