هي هكذا.. فكرة الكتاب وثمرته


[ فكرة الكتاب وثمرته ]




هي.. هكذا

كيف نفهم الأشياء من حولنا؟

(30 سنة إلهية في الأنفس والمجتمعات)

أ. د. عبدالكريم بكار


يريد الكتاب أن يُكسِب قارئه بعض الأفكار المتعلقة بـ(الأنفس والمجتمعات) والتي يرى الكاتب أنها أفكار عامة، يتمكن المرء بعد فهمها من استخراج تطبيقات تندرج تحتها، وتثبت صحتها. والغرض من ذلك المساهمة في تطوير فكر القارئ؛ كي يفكر بطريقة صحيحة، إذ يكتسب رؤية أوسع في التعامل مع الناس ومظاهر الحياة.

وينطلق الكتاب من لفتة جميلة إلى أن الخصائص التي فُطرت عليها الأشياء عموما.. هي مظهر من مظاهر رحمة الله بعباده! حيث أن "الإنسان بسبب الطبائع والنواميس صار يشعر أنه يتعامل مع أشياء ذات مواصفات ثابتة"، وبالتالي سهولة التعامل وإمكانية التنبؤ! غير أن المؤلف نبّه إلى أن محاولة اكتشاف سنن الطبيعة البشرية والمجتمعات الإنسانية أصعب بكثير من اكتشاف طبائع الأشياء المادية، فللإنسان ومجتمعاته طبيعة خاصة تُصعّب فهمه بدقة، وتُصعّب التنبؤ بما يتعلق به بشكل محدد.

ولقد أوضح الدكتور بكّار أن كل علم من العلوم يمكن أن يُمكِّن أصحابه من اكتشاف سننه عبر "القراءة الجادة" في المؤلفات التي يكتبها الجيّدون في كل فن على حدى. وبالتالي تقع على القارئ مسؤولية التقاط الإشارات الذكية المنثورة في كتبهم، ومن ثَم محاولة إثرائها بالتطبيقات.

والكتاب يهتم بإثراء السنة الملاحظَة المستنبَطة بالتطبيقات المختلفة، فإذا تحدّث عن سنة (التهميش طريق الاضمحلال والخسران) مثّل بتهميش الضمير وأننا بتهميشه ندفع بأنفسها نحو الاضمحلال، وكذلك وصف شيئا من الخسران الذي جنيناه حين همّشنا دور المرأة في مجتمعاتنا. ولَمّا قنّن أن (لكل مجال طبيعته الخاصة) أتى بعدة مجالات مبيّنًا الطبيعة البارزة المميِّزة لكل منها، والتي ينبغي أن يعيها كل داخل في مجال منها. ولَمّا قرّر أن (المجتمع يحدد السقف الحضاري لأفراده) مثّل بِحَدِّ الابن البار في مجتمعَين مختلفين، وكذلك بمزارعَين فشلا في مجتمعَين متغايرين. وهكذا يمضي بذكر السنة ثم يُمثّل ببعض تطبيقاتها، والتي هي قابلة لتأمل القارئ وإضافاته.

"هل يعني هذا شيئًا؟" يعني أن هذا الكتاب يحاول أن يبني "العقلية المنهجية الممتازة" والتي متى تحصّلها القارئ فسيتمكن من التعامل مع ما يعرفه على نحو جيد، ويمكّنه أن يأخذ بعين الاعتبار ما لا يعرفه فيراعيه في أحكامه وقراراته وحواراته! ذلك أنّ "الملاحظات الذكية على الظواهر العامة تُشكّل مفاتيح للفهم والاستبصار" خصوصا إذا وضعنا في عين الاعتبار لفتات المؤلف للآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تشير إلى بعض السنن.

ويبقى مقدار الاستفادة من هذا الكتاب أمر نسبي، يختلف من قارئ لآخر. وأُفضِّل -بعد التجربة- أن تُسبق قراءته بقراءة كتاب (خطوة نحو التفكير القويم).


الكتاب فيه لفتات قيّمة، ومهارات فكرية ينبغي أن نجتهد في تحصيلها، ويكفي أنه ينمّي فيك حِسّ: عليّ أن أتحسّن وأجتهد على كافة المستويات، وعلى رأسها مستوى تفكيري... "فنحن إذا لم نتقدم فسنتراجع، هذا هو قانون الحياة الجديدة".



جمانة ثروت كتبي
10/ 6/ 1438هـ



تعليقات